تأكيداً على التوجه الوطني لتعزيز التنمية والاستثمار، شاركت تويوتا العراق في قمة الأعمال العراقية – ميناء الفاو: بوابة العراق للاستثمار، التي انعقدت في ميناء الفاو الكبير بمحافظة البصرة، بحضور رسمي رفيع المستوى من ممثلي الحكومة العراقية، وخبراء الموانئ، والمختصين البارزين في الصناعة والاستثمار وجاءت مشاركة تويوتا العراق لتؤكد التزامها بدعم الرؤية الوطنية الهادفة إلى تحويل ميناء الفاو وطريق التنمية إلى محور لوجستي إقليمي يربط الشرق بالغرب، ويضع العراق في موقع استراتيجي جديد على المشهد التجاري العالمي.
افتتحت جلسات القمة بنقاشات وعروض تقنية كشفت عن رؤى مبتكرة، وتخللت الجلسة الافتتاحية جلسات توفيق أعمال منظمة بين ممثلي القطاعين العام والخاص. كما استعرضت الجهات المشاركة قدراتها في أتمتة الموانئ، وربط السكك الحديدية، وتأمين الخدمات اللوجستية، والتحول الرقمي في إدارة سلاسل الإمداد، ما أضفى على القمة طابعاً عملياً يعزز الشراكة وفرص الاستثمار الفعلي.
قدمت القمة منصة متكاملة لعرض الرؤى الاستثمارية وفرص التطوير في قطاع الموانئ والبنية التحتية، مركزة على تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتوسيع نطاق الكفاءات الوطنية، وتطوير سلاسل القيمة الخاصة بميناء الفاو، أي المراحل والخطوات التي تمر بها البضائع والخدمات منذ وصولها إلى الميناء وحتى وصولها للمستهلك النهائي، بما يشمل التخزين، والنقل، والخدمات اللوجستية، والمعالجة الرقمية. تضيف كل مرحلة قيمة جديدة وتعزز الكفاءة والسرعة والأمان. يعكس هذا النهج الطموح الوطني رؤية نحو اقتصاد متوازن ومستدام، يربط الموانئ بالمناطق الصناعية، ويعزز دور العراق كمركز اقتصادي واستثماري محوري.
وانطلاقاً من خبرتها العالمية في قطاع النقل والبنية التحتية، سلّطت تويوتا العراق الضوء خلال مشاركتها على مجموعة من الخدمات المتقدمة التي تدعم هذا التوجه الوطني، شملت الحلول اللوجستية الذكية، وخدمات النقل الموثوقة، وإدارة العمليات التقنية عالية الكفاءة. كما عرضت الشركة تجاربها الناجحة في تتبع العمليات التشغيلية، مؤكدةً أن الاستثمار في البنية التحتية هو الطريق الحقيقي نحو اقتصاد متوازن ومزدهر.
تخللت الجلسة الافتتاحية كلمات لمسؤولين بارزين عكست حجم الطموح الوطني وروح التعاون الدولي. حيث قال معالي وزير النقل العراقي السيد رزاق محيبس السعداوي: "ميناء الفاو الكبير يمثل القلب النابض لمشروع طريق التنمية، وسيوفر أكثر من مئة ألف فرصة عمل مباشرة، ومليون وستمائة ألف فرصة غير مباشرة، مساهماً في تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط"
فيما صرَّح السيد يوسي توارا، رئيس التطوير في تويوتا العراق قائلاً: "تعمل تويوتا على بناء منظومة متكاملة من المنتجات والخدمات والبنى التحتية التي تواكب تطلعات العراق وتلبي احتياجات المجتمع العراقي. هدفنا أن نوفر أرقى مستويات الخدمة والجودة في كل مدينة نخدمها، ولهذا نستثمر في الجودة، والإنسان، والمستقبل.
كما ألقى الدكتور ناصر الأسدي، مستشار رئيس الوزراء لشؤون النقل وطريق التنمية أشار فيها إلى أن: "هذا المشروع كان حلماً والآن أصبح حقيقة، وقد تطلعت له الحكومة الحالية بقيادة دولة رئيس الوزراء وكان هناك جهد كبير من معالي وزير النقل ومدير الموانئ لتحقيق هذا المنجز الكبير، الذي أصبح رقماً على الساحة الاقتصادية العربية والعالمية. وقد أثبتت الحكومة أن هذا المشروع مشروع حقيقي ويجب أن يكون كما أراده العراق. وبرغم ما واجهه من إجراءات معقدة ومعوقات كبيرة إلَّا أنه بمقابل ذلك كان هناك إصرار لتحقيق هذا الإنجاز وقد تم ولله الحمد.
وأشار الدكتور المهندس فرحان الفرطوسي، مدير عام شركة موانئ العراق، إلى أنَّ: "طريق التنمية سيربط ميناء الفاو بالغرب عبر تركيا، وقد تم اختيار نحو 11 شركة عالمية للمشاركة في تشغيل المشروع".
وأوضح السيد محمد النجار، -مستشار رئيس الوزراء لشؤون الاستثمار ورئيس صندوق العراق للتنمية- أنَّ "الفرص في هذا المشروع تشمل ميناء الفاو وطريق التنمية الذي يضم 8 محاور رئيسية: النقل عبر السكك الحديدية والطرق السريعة، ونقل الطاقة، ونقل الكهرباء، ونقل الإنترنت، والمدن والمجمعات الذكية. وهناك العديد من الشركات الآسيوية التي تتطلع للاستثمار في العراق لقربه وتقليل الضغط على المنتجات الصينية".
وأكد د. علي وجيه، المدير التنفيذي لشركة أعمال أن: "هذا مشروع وطني بمواصفات عالمية يجعل ميناء الفاو مختصراً للزمن ويفتح طريقاً جديداً للنمو والربط الإقليمي والعالمي، بما يخدم الدول والقطاعات الاقتصادية، والعراق أولاً."
واختُتمت القمة بتأكيد المجتمعين على أن مشروع ميناء الفاو الكبير ليس مجرد مشروع نقل أو بنية تحتية، بل بوابة اقتصادية للعراق نحو العالم. وأشاد المشاركون بدور الحكومة والقطاع الخاص في تجاوز التحديات وتحويل الرؤى إلى إنجازات ملموسة. تؤمن تويوتا العراق بأن استدامة النمو تقوم على شراكات حقيقية تجمع الخبرة اليابانية بالديناميكية العراقية، لتقدم نموذجاً يُحتذى به في التكامل الصناعي والاقتصادي.